في إطار جهودها المستمرة لحماية صحة المستهلك وتعزيز الوعي العام، أكدت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية ضرورة الالت بإرشادات السلامة الغذائية، محذّرة من التهاون في تطبيق ضوابط الطهي وطرق حفظ الأطعمة، لما لذلك من دور رئيسي في تقليل حالات التسمم الغذائي، والتي قد تنتج عن ممارسات خاطئة في إعداد أو تخزين الطعام.
وتأتي هذه التحذيرات ضمن حملة توعوية شاملة تطلقها الهيئة من حين لآخر، سعيًا لضمان سلامة الغذاء في السعودية، في ظل تزايد الإقبال على تناول الطعام خارج المنزل أو عبر التطبيقات، إضافة إلى الممارسات المنزلية التي قد تشوبها أخطاء شائعة تهدد صحة الأفراد.
![]() |
ضوابط الطهي وفقا لتعليمات الغذاء والدواء السعودية |
درجة الحرارة مفتاح الأمان الغذائي
أوضحت الغذاء والدواء السعودية أن من أبرز العوامل المؤثرة في سلامة الغذاء هي درجة الحرارة الداخلية للطعام. إذ يجب أن تصل إلى 75 درجة مئوية أو أكثر أثناء الطهي، لضمان قتل البكتيريا والجراثيم التي قد تكون موجودة في اللحوم أو الدواجن أو الأطعمة البحرية.
كما شددت الهيئة على أهمية التعامل السليم مع الطعام بعد الطهي، من خلال حفظه مباشرة في درجات حرارة مناسبة أو استهلاكه خلال ساعتين كحد أقصى. ترك الطعام المطبوخ في درجة حرارة الغرفة، والتي تبلغ عادة نحو 25 درجة مئوية، لأكثر من ساعتين يُعد من أكثر الأسباب شيوعًا في حدوث التسمم الغذائي، بحسب تقارير الهيئة.
حفظ الأطعمة وفق ضوابط صارمة
أحد أهم المحاور التي تناولتها الهيئة في توجيهاتها هو حفظ الأطعمة، حيث بينت أن الطعام البارد يجب أن يُحفظ في درجة حرارة 5 درجات مئوية أو أقل، أما الأطعمة الساخنة فيجب حفظها في درجة حرارة لا تقل عن 60 درجة مئوية، مع التأكيد على أهمية عدم الاعتماد على المظهر أو الرائحة فقط للحكم على سلامة الطعام.
هذه الضوابط ضرورية خصوصًا في المطاعم، والمقاصف المدرسية، والمناسبات الجماعية، حيث تتعرض الأطعمة لفترات طويلة خارج الثلاجة أو أدوات التسخين، ما يجعلها بيئة خصبة لنمو البكتيريا.
نظافة شخصية صارمة لحماية الغذاء
لم تغفل الهيئة العامة للغذاء والدواء عن جانب النظافة الشخصية، إذ أكدت على ضرورة غسل اليدين جيدًا قبل وبعد تحضير الطعام، وتجنّب التعامل مع الأغذية عند ظهور أعراض مرضية مثل الحمى أو الإسهال أو الزكام. كما دعت إلى ارتداء القفازات وغطاء الرأس أثناء تحضير الطعام، مع تغيير القفازات بين التعامل مع أنواع الطعام المختلفة، لتفادي انتقال التلوث.
هذه الإرشادات موجهة بوجه خاص للعاملين في قطاع إعداد وتقديم الأغذية، وتشمل أيضًا ربات المنازل، إذ أن ممارسات النظافة الخاطئة داخل المنزل قد تكون سببًا رئيسيًا في حالات التسمم الغذائي الأسري، خصوصًا للأطفال وكبار السن.
فصل الأغذية وتقنيات التحضير الآمنة
وفي سياق متصل، حذرت الغذاء والدواء السعودية من استخدام الأدوات نفسها لتحضير الأطعمة النيئة والجاهزة للأكل، مثل ألواح التقطيع والسكاكين، مؤكدة ضرورة فصل اللحوم النيئة عن السلطات والأطعمة المطهية. كما شددت على أهمية تنظيف وتعقيم الأسطح والأدوات المستخدمة في تحضير الطعام، ونبهت إلى خطأ شائع يتمثل في غسل الطعام – خصوصًا الخضروات والفواكه – باستخدام الصابون أو المنظفات الكيميائية، وهو ما قد يؤدي إلى تلوثه بدلًا من تنظيفه.
جهود مستمرة لتوعية المستهلك
تأتي هذه التوجيهات في إطار الدور الحيوي الذي تلعبه الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية في تعزيز الثقافة الصحية والغذائية لدى المواطنين والمقيمين، وتقديم المعلومات الموثوقة حول طرق التعامل السليم مع الغذاء. وتؤكد الهيئة أن رفع الوعي العام بممارسات السلامة الغذائية هو خط الدفاع الأول في مواجهة التسمم الغذائي، الذي لا يزال يشكل خطرًا صحيًا عالميًا رغم التقدم في تقنيات حفظ وتصنيع الغذاء.
وتسعى الهيئة من خلال حملاتها إلى جعل معايير السلامة الغذائية جزءًا من ثقافة الحياة اليومية، بما يعزز جودة الغذاء في السعودية، ويُسهم في تحقيق أعلى مستويات الحماية للمستهلك، خصوصًا مع التوسع في قطاعات الطعام الجاهز والتوصيل السريع والطلب عبر التطبيقات.